26 Jun
26Jun

الأطْفالُ ضَحايا الحُروبِ

يا ليْلُ اِرْفَقْ بِمَن هَجرهُ النَّوم

فالقُلوبُ في أحْشائها تَتَأَلَّم

يا نَهارُ لا تَكُن كَغَيْرِكَ مُظْلِم

فاشْفُقْ على مَخلوقٍ مُتَحَطِّم

يا بَردُ رِفْقا بالضَّعيف المُتَبَرِّم

يا شَمْسُ لا تَكوني مِثْلَ جَهنَّم

المُفْقَرُ مِثلَ غَيْرِه بالسَّعادَة يَحْلُم

بِأقَلِّ الأشياءِ تَراهُ شاكِراً يَبْتَسِم

طِفْلُ الحَربِ لِمَ الاقْتِتال لا يَفْهَم

عِنْد كُلّ دَوِيٍّ تَرى اِرْتِجافَ جِسْم 

مَنْ يُنَجِّيه مَنْ أذَى قَنابِلٍ لا تَرْحَم

فيه طَهارَةُ بَراءَةِ المَلاَئِكَةِ تَتَجَسَّم

كلامُ سَبَبِ القَتَلَةِ عَلَيْه اسْتَعْجَم

صعْبٌ اسْتَعصى عَليْهِ و اسْتَبْهم

كَيْفَ سُرِقَتْ مِنْه حُقوقُهُ لا يَعْلَمُ؟

كَيْف تُغْتالُ أُمْنِياتُه جَميلُ الأحلام؟

كَيْفَ حُرِقَتْ دفاتِرُهُ ألْعابُه يَسْتَفْهِم؟

في شَهْرِ الغُفْرانِ التَّسامُح و الصِّيام

لِمَ كُلّ هذا العُدوان و طولِ الخِصام

حارَ الكاتِبُ حارَتْ مَعه كُلُّ الأقْلام

أمْرُ وَصْفِ مُؤامَرةٍ هي أُمَّهات الآثام

كَبائرُ القَتْلِ قَطْعُ الأرْزاقِ و الأرْحام

قُرونٌ مِن ظُلْمِ ذي القُرْبى و الآلام

طالَ هذا التَّيَهانُ في ظِلّ سوادِ الغِيام

نَصَّبَ الصَّهايِنَةُ الحُكْمَ خادِمَهُم الغُلام

في اِنْتِظارٍ مِن مفاجآت الآتِ مِنَ الأيام

يُحاوَلُ اخْراجَ الضَّحايا مِنْ تَحْت الرُّكام

سَيُعْكَفُ على دَفْنِ أهْل و أباء الأيْتام

بَعدَ قَصْفِ طائرات "الإخْوَةِ" الحُكّام

معَ النَّتِنِ يَاهو المُتَخَصِّصِ في الاجْرام

لي أسْئِلَةٌ كَثيرَةٌ تُوَجَّهُ لِلْقاتِل في الخِتام

بالنِّسْبَةِ لي ما فَتِئْتُ أسْألُ السُّؤال الأهَم

سُؤالي لِلْقاتِلَ عِنْدَ حُلولِ اللَّيْل هَلْ تَنام؟

اللَّعْنَةُ تُلاحِقُكَ دائماً مِنَ اللّه و سَيِّدِ الأنام

طنجة 11/05/2019


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة