من روائع اللغة

#في_رحاب_الضاد📖

إنّ الّذي ملأ اللغات محــاسنًا
جعلَ الجمالَ وسرّه في الضّاد
《مُقْتطَفات من روائع اللغة 😍》
،،
- حكـــى الأصمعي قال :
كنتُ أسير في أحد شوارع الكوفة فإذا بأعرابي يحمل قطعةً من القماش،فسألني أن أدلّه على خياطٍ قريب ،فأخذته إلى خياطٍ يُدعى زيداً ،وكان الخياط أعورا ،فقال الخياط للأعرابي :
والله لأُخيطنّه خياطةً لا تدري أقباء هو أم دراج.
فقال الأعرابي : والله لأقولن فيك شعراً لا تدري أمدحٌ هو أم هجاء .
فلما أتم الخياط الثوب أخذه الأعرابي ولم يعرف هل يلبسه على أنه قباء أم دراج ! فقال :
خـــَاطَ لـــي زَيْدٌ قِبَاء
ليـتَ عـــينيه ســـِوَاء
فلم يعرف الخياط أمدحٌ هو أم هجاء.!
،،

حضر رجلٌ مجلس الفقيه محمد بن داود الظاهري وأعطاه رقعة فتأملها ابن داود طويلاً، فظن من في المجلس أنها مسألة في الفقه يسأله الفتوى فيها، فقلبها وكتب على ظهرها وردّها إلى صاحبها، وبينما يمشي الرجل خارج من المجلس وقعت الرقعة منه والتقفها أحدهم ونظر فيها، فإذا الرجل علي بن العباس بن جريج الرومي وإذا هو قد كتب في الرقعة:
يــابــن داود يــا فــقــيــه الــعــراق
أفـْـتِـنـــا فـــي قـــواتـــل الأحـداق ِ
هـل عـليهـن في الجـروح قـصـاصٌ
أم مـُـبـــاحٌ لـهـــــا دم الـعـُــشـّـــاق ِ
وإذا بابن داود قد كتب على ظهر الرقعة:
كـيـف يُـفـتـيـكـم قـتـيـلٌ صـريـعٌ
بـسـهـــام الـفـــراق والإشـتـــيـاقِ
وقـتـيـلُ الـتــلاق ِ أحــســنُ حـالاً
عـنــد داود مــن قـتـيـل الـفـــراقِ
،،

نصيحة قيمة، ومتانة في اللغة.
قال الحريري:
بُنيّ استَقــِمْ فالعُـــودُ تَـنـمــي عــُـروقُـهُ
قَويمــاً ويغْشــاهُ إذا مـا الـتـَـوى الـتّـوَى
ولا تُطِعِ الحــِرْصَ المُـــذِلّ وكـــنْ فـتًـى
إذا التَهَبتْ أحشــــاؤهُ بـالـطــّـوى طـوَى
وعاصِ الهَوى المُرْدي فكم مــن محَلـِّقٍ
إلى النّجْمِ لمّا أنْ أطــاعَ الـهَـــوى هـوَى
وأسعِفْ ذوي القُربــى فـيقـبُـحُ أن يُرى
على من إلى الحرّ اللُّبابِ انضوى ضوَى
وحــافِظْ علـى مَـنْ لا يخـــونُ إذا نَـبـا
زمــانٌ ومن يرْعــى إذا ما الـنـوى نـوَى
وإنْ تقتدرْ فاصْفحْ فلا خيرَ فـي امـرِئٍ
إذا اعتلَقتْ أظفــارُهُ بـالـشّـوى شَـــوى
وإيّاكَ والشّكـــوى فـلـــــمْ تـــرَ ذا نُـهًـــى
شكا بل أخو الجهل الذي ما ارعوى عوى


تم عمل هذا الموقع بواسطة