- حكاية الديك الذي كان يبيض.
- بقلم : أمين الجميل.
في زمن غابر، في احدى جزر الواق واق.
كان لدى رجل قروي ديك يبيض بيضتين في السنة.
ديك القروي هذا صاحب مزاج لايبيض في بيت صاحبه.
في كل مرة يبيض في بيت من بيوت القرية.
كانت تقع مشاكل عدة جراء هذا الأمر.
كان ثمة رجل حكيم يحلم بأن يجيء اليوم الذي يستطيع فيه الخلاص من هذا الديك المشكلجي.
ثمة جبان رعديد قام بشحن مجنون القرية وأغراه بمكافأة مجزية إن قام بقتل الديك.
وهكذا تحققت أمنية الرجل الحكيم.
هنا انبرى الجبان للناس بالوعد والوعيد.
أخذ يصول ويجول في القرية؛ مطالبا بأخذ الثأر من قاتل الديك.
وتجمع معه بعض اللصوص وقطاع الطرق وأصحاب السوابق على هذا الأمر.
قالوا سوف نقوم بتفتيش بيوت القرية بيتا" بيتا"؛ فمن وجدنا لديه بيضتين فهو قاتل الديك.
وعليه سوف نقيم الحد.
هنا تداعى رجال القرية يتشاورون، يتساءلون، يتحاورون عما يفعلون؟!.
إزاء هذا الأمر العصيب.
وسط هذه الفوضى العارمة تفتقت لدى أحمقهم فكرة وافقوا عليها دون نقاش.
لنقم بعملية خصي جماعي لبعضنا البعض قبل أن يقوموا بالتفتيش عن بيضات الديك المقتول.
وبالفعل قاموا بعملية خصي متبادل.
كل واحد منهم أخذ يخصي جاره وصاحبه حتى لم يبق رجل واحد غير مخصي.
انتهت عملية التفتيش بسلام.
فلم تعثر اللجان على أي أثر لبيضات الديك.
عمت الأفراح القرية.
قاموا بنحر الخراف وإقامة الحفلات وتقديم المناسف لمدة أربعين يوما".
بعد ذلك قام أهل القرية بتطويب الجبان مختارا" لقرية الخصيان.
هنا اعتلى المنصة الرجل الحكيم قائلا:
أيها الناس يا أهل هذه القرية الطيبين، إن الديك لايبيض.
أخذ أهل القرية يتخافتون فيما بينهم من قول الحكيم هذا.
فقالوا له بصوت واحد :
صح النوم، الآن جئت تقول لنا هذا الكلام.
وتفرقوا يجمعون الحجارة لرجم الرجل الحكيم.
في الأثناء تنحى الحكيم عن المنصة.
قام مختار القرية باعتلاء المنصة.
ولم ينتبه أي كان لهذا الأمر؛ فقد كانوا منهمكين في جمع الحجارة.
الحجارة التي توجهت دفعة واحدة كالمطر باتجاه المنصة حيث كان يعتليها مختار القرية.
وقد ضاعت صرخاته وأناته تحت وابل الحجارة المتراكمة.
وأهل القرية يعتقدون أن الذي رجموه حكيم القرية.
وهكذا انتهت الحدوتة.
- إنما لدي سؤال :
- هل يبيض الديك بالفعل😜؟
.