الأجنحة المتكسرة_جبران خليل جبران



كتاب "الأجنحة المتكسرة" #جبران_خليل_جبران 

"نقل فؤادك حيث شئت من الهوى...ما الحب إلا للحبيب الأول..

كم منزل في الأرض يألفه الفتى..وحنينه أبدا لأول منزل.."

كل من يسمع هذه الأبيات لأبو تمام  تخفق ذاكرته لأول ميعاد مع الحب..لا يهم ان كان جميلا أو حزينا..لكن ما مدى عمق وصحة هذه السطور ..؟؟ يبقى لكل منا رأيه حسب تجربته الخاصة ، فهناك من يراه كذبا وهناك من يراه حقيقة من نوع خاص وكما قال "إحسان عبد القدوس" في حياة كل منا وهم جميل يسمى "الحب الأول".

لأول مرة تلامس يداي رواية "الأجنحة المتكسرة" عرفت لماذا وقعت مي زيادة في غرام جبران خليل جبران..فهذه الرائعة ليست مجرد كتاب هي أوراق معطرة بحروف يسترجع بها جبران ذكرياته مع الحب الأول الذي طرق قلبه وهو في الثامنة عشر من عمره المرأة الأولى التي أشعلت تلك النّار في جوفه ، النظرة الأولى واللقاء الأول.. وجميع تلك اللحظات التي تبقى في الذاكرة لسنوات ، فيروي لنا تفاصيلاً ربّما لم نكن لننتبه لها لولا عين الكاتب التي التقطتها فنبحر معه في نهرٍ من الهُيام والأشواق، نتذوّق معه ألم البعد ولوعة الفراق وكلُّ ذلك بأسلوبٍ يتغلغل في النَّفس ويجبرنا بمحض ارادتنا أن نعود معه لنستمع إلى آهات قلبه  وند بات  حزنه ..

يحكي لنا الكاتب بين السطورهنا قصّة عشقٍ لم يُكتب لها النّجاح ويبدأ من نهايتها عائدًا إلى البداية عندما تعرَّف على فارس كرامة صدفةً ليكتشف أنّه كان صديقًا لوالده قديمًا ويدعوه الأخير إلى بيته ليتحدّثا عن الماضي ووالده أكثر وهناك يتعرّف على سلمى كرامة تلك الفتاة التي احبّها من النظرة الأولى.

تتالت زيارات الكاتب إلى بيت السيّد فارس كرامة والهدف طبعًا هو رؤية سلمى والتعرُّف عليها أكثر فأكثر، يأخذنا جبران هنا بحديثه عن تفاصيل اللحظات إلى بيروت لنزهر مع العاشقين وننتظر لقاءاتهما الأقرب إلى الطفولية.

لم يعترف الكاتب لسلمى بحبه، ربّما لم تتح لهما الفرصة للبقاء وحدهما وذات ليلة بينما كان الكاتب يتناول العشاء في منزل فارس كرامة دخل عليهم خادم المطران ليعلمه بأنَّ المطران يودّ الحديث معه بأمرٍ مهم مما أضطره للمغادرة وفي تلك اللحظات اعترف الكاتب لسلمى بحبه واتفقا على أن يمضيا هذا العمر سويّة، لكن في ذات الليلة كان المطران يتحدّث مع والد سلمى حول خطبتها لابن أخيه وهو أمرٌ نستنتج بعد مدّة بانَّ الغرض منه هو الحصول على أموال فارس كرامة عن طريق وريثته الوحيدة سلمى.

تتزوج سلمى من منصور بك الجشع الذي يذيقها أصناف العذاب وألوان الهوان خصوصًا وهي التي لم تنجب له الأطفال، تستمرّ اللقاءات بين الحبيبين مرّةً في الشهر في معبدٍ صغير مهجور على أطراف القرية، هذا اللقاء كان هو فسحة سلمى لتشعر أنّها ما زالت تتنفس.

بعد خمسة سنوات تحملُ سلمى بطفل منصور بك ولكنّها تموت عند وضعه تاركةً خلفها طفلًا يتيمًا وحبيبًا ملوَّعًا وحياةً لم تعشها…"

فكعادة جبران روايته نقمته الصارخة على الشرائع البشرية التي يعتبرها سخيفة لأنها من صنع الانسان ، بينما شريعة الحب أقوى لأنها شريعة سماوية.و أعلن ثورته على الأكليروس والأثرياء الذين يستبيحون كل شي في سبيل تحقيق غايتهم الدنيئة..

وفي الأخير انهي حديثي عن القصة الجبرانية بالقول أن ما جاء به جبران جعله يتربع على كرسي الصدارة في العصر الحديث بل جعله جزءا خالد في الأدب العربي والعالمي على سواء، فهو كان أديبا يكتب بدم القلب وعصر الروح، ومراده كان الأفراح الإنسانية فجاء قلمه مفتاحا له.

لكل ملتهي الكتب أغصان اغدراسيل ارجو ان يعجبكم ملخص الرواية مع كل المنى أن تلامس قلوبكم لمن لم يقراها مسبقا ..ولمن سبق وغرق بين دفتيها فليناقش معنا جل افكارها وآرائه بفكر راق..

نلتقي بين أحضان رواية أخرى باذن الله ..في فقرة كاتب كتاب 


من إعداد وتقديم "نور"

تم عمل هذا الموقع بواسطة