زواج القاصرات

زواج القاصرات :::
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بدون أدنى شك فأن الأبناء وخاصة القُصر منهم هم أمانة في أعناق أولياء أمورهم ؛ فمن هنا وخاصة في موضوع زواج البنات لا بد من مراعاة نضوج البنت حتى العمر المناسب للزواج وأن تكون قد تجاوزت مرحلة الطفولة، ولا بد أن تكون البنت قد أستفادت من تجربة أمها ونصائحها، وعلى أولياء الأمور ألا يحكمهم عند تزويجهم لبناتهم، الخوف من أن يفوتهن قطار الزواج ويصبحن عوانس ، وألا تحكمهم الظروف الأقتصادية فيندفعون لتزويج بناتهم القصر للتخلص من تحمل عبء أكمال تربيتهن، وخاصة إذا ما كان عدد أفراد الأسرة كبيراً ويزدحم المنزل بهم ؛ فإن كل تلك الأسباب وغيرها الكثير تدفع بالآباء الإسراع بتزويج بناتهم القصر دون بلوغهن بهدف سترتهن كما يظنون، وهنا تكمن المصيبة عندما تجد القاصر ( الطفلة) نفسها زوجة وهي لا تفقه شيئاً عن أمور الزواج وحقوق الزوج، في حين أن عقليتها لا زالت عقلية الطفلة التي أُنتزعت من طفولتها وحرمت من ممارسه حقها في الحياة ومن اللعب كطفلة وقاصر.
بلا شك بأن زواجاً كهذا مصيره الفشل وينتهي بالطلاق وتصبح تلك المرأة.. الطفلة القاصر تصبح ( مطلقة ) .
ومن هنا لا بد من أعادة النظر في تزويج القاصرات وألزام الجميع عند تزويج بناتهم، إلزامهم بالتقيد بالسن الذي يُحدد من قِبل المعنيين بالأمر، حتى نحافظ على سلامة البنيان الأسري ومن ثم البنيان الإجتماعي؛ وهذا يتطلب من المسؤولين كل من جهة إختصاصه إن كان برلماناً أو ، مؤسسات شرعية متخصصة في قضايا الزواج والطلاق أو حتى المؤسسات التعليمية والتربوية أن تضع القوانين وبرامج التوعية و البرامج التثقيفية لتوضيح مخاطر زواج البنات القُصر، وهذا لا يقتصر على البنات فقط وإنما أيضاً على الأولاد الذين يقوم الأهل بتزويجهم وهم في عمر الطفولة ولم يكتمل لديهم نمو الأدراك الذهني والمعرفي عندهم، ويكون الدافع لهذا الزواج أن الوالدين يريدون أن يفرحوا بمثل ذلك الزواج، أو لأن تزويج الابن ( الطفل) يُخرجه ذلك من دائرة مسؤولية الأسرة عنه كونه أصبح رب أسرة، وبالتالي تحافظ أسرته على استمرار المؤسسات المسؤولة عن صرف المساعدات، الاستمرار بصرف المساعدات لتلك الأسرة على اعتبار أنها أسرة فقيرة ولا معيل لها غير الأب العاطل عن العمل أو المريض بمرض مزمن.
إن زواجاً كهذا يوقع العائلة في الديون والألتزامات المالية للأشخاص أو المؤسسات التي تحملت تكاليف الزواج بالكامل مقابل تقييد الزوج ( الطفل) بشيكات بنكية شهرية تلزمه بسداد أقساط تكاليف الزواج، وكون أنه لا يعمل أو وليس لديه أي مصدر دخل، فيُزج به في السجن ، حيث يستقر الأمر بالزوجة الطفلة العودة لبيت أبيها حيث تبدأ مشاكل وقضايا النفقة وحقوق الزوجة، هذا ومثل تلك الزيجات مصيرها الإنفصال ومن ثم الطلاق، ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد حيث يواكب مرحلة ما بعد الطلاق مشاكل أخرى إذا ما أصبح لدى الزوجين الطفلين أبناء ليس لهم من يرعاهم ويشرف على تربيتهم، فسيكون مصيرهم الشارع، وهنا تصبح وسائل تدمير المجتمع في ازدياد .

د. عز الدين حسين أبو صفية،،،

تم عمل هذا الموقع بواسطة