لم أكتب لك مذ زمن، لا أدري هل كان بعيد أم قريب! تشتت الرؤى وأصبحت لا أعير أي إهتمام لتقويم حياتي.. لكن اليوم رأيتك: كنت تقفين بعيدة عني بعدة خطوات، ترتفعين عن الأرض مقدار خطوة نحو السماء، والمكان فارغ، مظلم، صامت، ينيره طيفك الأبيض، ويرتع بأرجائه حفيف الشراشف البيضاء لفستانك الطيفي.. اقتربت منك، مددت يدي لألمسك، عبرت يدي الهواء!! من أنت؟ رأيتك تبتسمين وترتفعين أكثر لأعلى و شفاهك، تتكلم وأنا لا اسمع شيء، ماذا تقولين؟ رأيتك تضعين أصبعك فوق شفاهك متعامدا عليها، كم كنت أحب تلك الحركة، فحين كنت أصمت أسمعك ترددين: أحبك.
سكت، بدأت أسمع صوتك بداخلي يهمس : أنا الحلم، ولا أحلام سواي.
حلم! أنت حبيبتي، بالأمس كنا سويا.
ارتفعت أكثر عن الأرض لتبدو أطراف فستانك الأبيض مقابلة لعيني وعاد صوتك يهمس بأعماقي: أنا الحلم ولا أحلام سواي، أنا الجنة والنار، أنا العذاب والنعيم.
بكيت كأنني لم أبك من قبل، تعلقت بأطراف فستانك الطيفي : أين أنت يا جنتي وجحيمي؟ أين ذهبت؟ الحياة دونك جحيم فقط، عودي لتزني الأوضاع، طعم الحنضل
عالق بفمي وروحي، عودي لأعود من جحيم ليالي..
"أنا الحلم ولا حلم سواي" وصعدت نحو السماء بدون رحمة، تاركة خلفك آدمي يصرخ، يصيح، يبكي من فرط ألمه.. انقشع الضباب رويدا وامتلأت السماء بالنجوم وعلى الأرض كان هناك مسخ، ذميم الشكل، حدقتي عينيه بارزة و وجه من عظام رقع بالجلد المشدود، عيونه سوداء، لا تحمل أي بياض، يمد يده ويمسح آخر قطرة ماء سقطت فوق عظم وجنته: تحمل آخر ذرة إنسانية داخله.
#اكتب_إليها
طلعت الحملى