"بحثا عن قنبلة السلام"
كتب جندي فرنسي في منتصف الحرب العالمية الثانية وهو يقدح شرارة الألم ليوقد بها سجارته المتهالكة وجسده المنهك من قسوة الشتاء.
كتب "اشتقت إليك زوجتي الحبيبة.
اللعنة على الحرب.
من يوقف هذه الحرب الملعونة ؟
متى نعود لأرض الوطن؟".
ماذا لو فتشنا جيوب المحاربين ومذكراتهم؟.
ماذا لو اطلعنا على خلجات قلوبهم؟.
ماذا لو أعدناهم إلى نقطة البداية؟.
مازلت أتذكر قول الحارث بن عباد لسالم الزير وهو يرده عن موقفه"إنها الحرب التي تأكل الأخضر واليابس والصغير والكبير الحرب التي لاتفرق بين رجل أو امرأة أو طفل ".
الحرب كلمــة وطؤها ثقيل ومرارتها لاتحملها الكواهل.
إنها تعني الدمار والخراب والعزاء.
تعني الثكل واليتم والنحيب.
الحرب فوهة بركان خامدة متى استثيرت أحرقت الروح وشوهت الجسد.
فأي إنسانية نبحث عنها في ركام الضمائر الزائفة؟!.
حينما تصبح الأرض والإنسان قطعتين تباعا كغيرهما من السلع يموت الضمير
وحينما يموت الضمير يصبح الدم شهيا لدرجة الثمالة.
سنين تتوالى ومازال الموت بأنصاف الذخائر ينشب أظفاره في أجساد الكثير
ومازالت الأرض تتوسل المطر ليغسلها سبعا من حماقات البشر.
سنين تمر تباعا باحثة عن عام يغاث فيه الناس.
عن عام تنتهي فيه الحرب .
عن يد ستفجر قنبلة السلام الأمنية .
عن صكوك الغفران لخطيئة النفس على هذه الأرض.
لاشيء أكثر من الموت يملأ المكان في هذا العالم.
الموت الذي يختار لك ميتة تليق به.
فلنمت بسلام أيها الموت.
أمنية أخيرة تحرقها قسوة تموز.
بقلم: زياد سمَّاح.