صَفْقَةُ العارِ أمْ صَفْعَةُ القَرْن
اجْتَمَع المُتَخاذِلون في النَّهْرَيْن
هي أصْغَرُ مِنْ أنْ تَكون يَمَّيْن
لِخِيانَة تّاريخ الأُمَّةِ و الأوْطان
لِبَيْعِ ما تَبَقَّى مِنْ كَرامَة الإنْسان
بَعْد زِيارَةِ النَّتِن ياهو بَعضَ البُلْدان
بَعْدَ تَدْنيسِ الصَّهايِنَة أولى القِبْلَتَيْن
بِتَأييدٍ مِن أَحْقَرِ العُرْبان المُفْسِدين
لِلإخْوة أَخْرَجوا أنْيابَ المُتَوِّحِشين
تَخَصَّصوا في فَنِّ الانْبِطاح و الرِّدَّة
خَرَجوا مِن رَحِم النَّفْطِ و الفَضيحَة
يُوَزِّعون الأرْضَ على العَدُوّ قِطْعَةً قِطْعة
اتَّفَقوا تَخَلّوا عَن كاتِمِ الصَّوْتِ لِلْخِيانَةِ
وَرْشَةُ التَّطبيعِ و الخُنُوعِ و العارِ بالنَّوَّامَة
غَمَرتِ السَّماءَ رِياحُ رائحَةِ ضياعِ الرُّجولَة
أُمَّةٌ أكَلَتْ ما تَبَقَّى مِن أصابِعِ رِجْلَيْها
رُعاةُ البَعيرِ و الأبْقارِ و الخِنْزيرِ تَسوسُها
أسْواقُ عُكّاظ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ تُحيطُ بها
كَفاكُمْ مَوْتاً و أنْتُم على قَيْد الحَياةَ
أما أتْعَبَتْكُم كُلُّ تِلْكَ عُقودِ النَّخاسَة
أخْشى أنْ يَرانِيَ اللهُ مُبْتَسِماً القُدسُ مُحْتَلَّة
أيا فَلَسطينُ تَكالبَ علَيكِ العُرْبانُ الصَّهايِنة
ما لي إلاَّ هذا القَلَمُ العَنيد لِرَدِّ عَنْكِ الهَجْمَة
ثائرٌ يَرْفُضُ كِتابَةَ الأشعارَ باللُّغَةِ العِبْرِيَّة
يَفْضَحُ حاكِماً خانَ العَهدَ و الأمانَة
يَجْمَعُ لفيفاً مِنَ الحُروفِ الغاضِبَة
مَنْ يَتَوَضّأُ بالغَدْرِ صَلواته باطِلة
شاهِدٌ عَلَيهِم يَومَ تَدُقُّ أجْراسُ الساعة
قال الحَكيمُ عِنْدَمَا رَأى وُصولَ الأشْرار
أنا أبَداً لا أنْبَطِحُ إلاّ لأحْفادي الصِّغار
مَهْما دارَت و كانَت قاسِيَّةً عَليَّ الأقْدار
كما اِنْبَطَحْتُ لِأوْلادي و أنا أُلاعِبُهم
يَغْمُرُني الفَرَحُ أرى السَّعادةَ في أعْيُنهم
لَم يَبقَ الأملُ إلاّ في أُمَّهاتِ أرامِلِ الشُّهَداء
لِتَقْتَصِصْنَ مِنَ الظَّلَمَة السَّفّاحِ قَتَلَةِ الأبْرِياء
أما الرّاقِصون أشْباهُ الرِّجال بِسُيوفِ الخَشَب
صَفْقَتُكُم لَنْ تَمُرَّ سَتَكونُ صَفْعَةً على قَفا ترمب
طنجة 05/07/2019
د. محمد الإدريسي