آهِ كَــمْ أضحى ربيعٌ حَـطَـبَا
كَــمْ بَـدا الحلمُ مروجا ذَهَبا
تتهادى فَـرِحَـا في نَـشْـوةٍ
سنبلاتٌ أعْـجَـبتها سُـُحُـُبا
كم ظننّا عبر أحلام الصِــّبا
في رياض العمرِ نجني رُطبا
يا سنينا تنقضي في لحظةٍ
يا شَـبابا كيف مني هَـربَـا
يا بياضا ساد رأسي واثقا
فمحا أسودَ حتّى الهُـُدبَــا
ما غزاني في مشيبٍ يأسُه
إذ دهاني فامتشقتُ الأدَبَـا
وشموسي غربتْ في حَمِئاتٍ
واتّخذْتُ الحبَّ أشْـدو سَــبَـبا
في يقيني أنّني محضُ ثرى
واحتقارُ الخلقِ عندي صُلِـبَـا
واهتدى لي طائرا في غيمةٍ
أينَــما أُمْطرُ غَــنّتُْ بِـصَـبا
فترى الأزهارَ إن غيثي هما
لم تكن صحراءَ عانتْ جُـُدُبَـا