كلام الناس ..
جارح الإحساس ..
دائما الناس تتكلم ..
تخرج منها الكلمات ..
أحيانا طلقات قاتلات ..
أحيانا قاذفات مهلكات ..
و لكن الخالق الواحد يقرر ..
و يفعل ما يشاء ع المخلوقات ..
قرأت قصة لا أعلم مدى صحتها ..
و لكنها عجبتني ..
فيها الموعظة الحسنة ..
من يتدبرها يكون إنسان ..
لا يتكلم ع غيره أبدا ..
إلا بعد التأكد من الحقيقة ..
س أكتبها ب أسلوبي و قلمي ..
ف ذات ليلة ممطرة ..
شعر السلطان مراد الرابع ..
ب إختناق و ضيق لا يعلم سببه ..
طلب من كبير الحراس أن يخرجا ..
يتفقدا أمور و أحوال الناس ..
خرجا متخفيان ..
يمشيان ع الطرقات ..
ينظران ف كل الإتجاهات ..
فجأة نظرا ف حارة متطرفة ..
رجلا مرميا ع الأرض وحيدا متلحفا ..
بجواره سيدة تبكي ب حرقة متلهفة ..
دخل عليهما السلطان ..
قال :
من هذا الرجل و ما به ..
هل مريض أم ميت ؟؟
تجمعوا المارة حول المرمي ع الأرض ..
قالوا :
هذا شارب الخمر الذاني ..
نظرت السيدة ل السلطان و هي لا تعرفه ..
ل انه متخفيا و صرخت صراخ الخناق ..
تقول رحمك الله يا عبد الله ..
أشهد أنا زوجتك ..
ب أنك كنت من العابدين المخلصين ..
نظر اليها السلطان ب تعجب ..
كيف من المخلصين و الناس تتكلم عليه ..
و يصفوه ب شارب الخمر الذاني ..
و لا هم ع فراقه محزونين ؟؟
قالت زوجته :
كان يذهب كل ليلة ..
ل محلات الخمور ..
يشتري ما إستطاع من هذا المنكر ..
و يحضر إلى البيت يرميه ف المرحاض ..
و يستغفر الله انه كان يشتريه و يحمله ..
و يقول ما فعلته حتى اخفف عن الناس ..
شرب هذا المشروب المخروب ..
كان يذهب ..
ل بيوت الفاحشة و الدعارة المنكرة ..
يدفع المال ل من يمارسن الفعل الفاضح ..
و يقول لهن :
إغلقن بيوتكن و المال الحلال معكن ..
و إستغفرن الله ..
الناس كانت تراه ..
حاملا ل الخمور ..
داخلا بيوت الفجور ..
كانوا ..
يتكلمون ..
و يتهامسون ..
و يتشدقون ..
لا يعلمون ما ف الخفاء المكنون ..
تعجبت منه ..
و كنت أقول له تكرارا و مرارا ..
الناس لا تعلم و لكنها تتكلم ..
و أنت وحدك الذي تتألم ..
و اسمع ما يقولون ..
لو مت لن تجد ..
من يغسلك و يصلي عليك ..
و يدفنك و يدعوا لك و الدعاء يدفئك ..
ضحك كثيرا و قال لي ..
لا تخافي أنا العبد الضعيف ..
الذي س يغسله و يصلي ..
و يدفنه و يدعوا له ..
السلطان و رجاله ..
و الناس س تتعجب ..
ف كل مكان و أحواله ..
كنت أستغرب من كلامه و أسكت ..
بكى السلطان و قال ل السيدة ..
أنا السلطان أيتها الزوجة الصالحة ..
زوجة الرجل الصالح و الكادحة ..
و غدا س تشهد المدينة الكالحة ..
جنازة مهيبة ..
تجعل من تكلمون عليه ..
ف حالة مريبة ..
س نرى الفجر القريب ..
من دجى الليل الصعيب ..
إنتهت القصة ..
أيها البشر ..
نحكم ع الناس ..
و ما نحن ب قضاه ..
نجلد الناس ..
و ما نحن ب جلادين ..
كلنا ذنوب ..
تمشي فوق الطين ..
و نتخيل اننا ملائكة ..
و الملائكة لا يعيشون ..
فوق هذا الطين ..
كلنا ل الأسف خطائين ..
هذيان قلم :
: محفوظ البراموني :