واثق أنت
أن مهما باعدت بيننا المسافات
ونحت الصبر خطوط التجاعيد
وغاب القمر عنا في ليالي العيد
لازلت أنتظر عينيك
تنطق دون شفتين
فأسمع همس الأزهار وأغاني السكينة
ترسل صراخ روحي وضجيج قلبي إليك
أي نغمة عظيمة جارحة
تتموج في دقائق الفضاء
تهتز تحتها أسس الأرض
ماعرفته الآن
مالم أكن أعرفه بالأمس
أن تلك الدقائق تضع حلما جميلا
في داخل نفسي عاطفة تكتنف قلبي
واثق أنت
حين أنظر إلى الأفق البعيد
حين نلتقي بأذيال السماء
تجلس هناك بجانبي
لتضع يدك على رأسي
فتفرش أصابعك على شعري
تلمع قطرات الدموع
لنعبر العقبات
فنصدق حكايتنا
نرى الحب حقيقة
في عالم من الأحلام
واثق أنت
أن الحب جمعنا
كمايجمع الحاصد السنابل
كشف أسرار قلوبنا
فأصبحنا قلبا واحدا
دون أن يكون للخوف له معنى
فانعدمت الفصول
فأخذنا نتذوق حلاوته
كالجدول الجاري
حين يسقي الأراضي العطشى
فشربنا من كأس واحدة
من بحر مائج ضم شواطئ أرواحنا
واثق أنت
مايحمله الغد لنا
مايرسمه في أحداقنا
بسمة للحياة
نحيا بها
فنمنح لكلينا أجنحة
ترفعنا إلى أعالى السحاب
فتفتح لنا البراعم من أريج أجسادنا
تحفظ فيها الذكريات
لأيام خريف تمر على أعمارنا
واثق أنت
أننا لسنا غرباء
فقد ولدنا قبل هذا
همست لنا الساعات
في موعد من الولادة
كتبت تاريخ إحساسنا
على جباهنا وعلى أوردتنا
لم يكن اندفاعا
بل كانت محبة تسمو إلى بعضنا
ومنها إلى الله